أخبارمناطق

أشكناني: تقنية ذكية لرقابة السلامة الإنشائية لجسر تقاطع شارع القاهرة وطريق الفحيحيل

نظم معهد الكويت للأبحاث العلمية زيارة لموقع مشروع مراقبة الأداء والسلامة الإنشائية للجسر الواقع في تقاطع شارع القاهرة وطريق الفحيحيل السريع، للاطلاع على تقنية رقابة السلامة الإنشائية (Structural Health Monitoring) الذي طوره المعهد، بالتعاون مع الهيئة العامة للطرق والنقل البري، والشركة الفرنسية أسموس (OSMOS) الخاصة بأنظمة تقنيات مراقبة السلامة الإنشائية.

بحضور كل من مدير عام الهيئة العامة للطرق والنقل البري م.سهى أشكناني، ومدير عام معهد الكويت للأبحاث العلمية د.سميرة السيد عمر، وسفيرة الجمهورية الفرنسية لدى البلاد آن كلير ليجيندر، وعضو المجلس البلدي د.حسن كمال، والمدير التنفيذي لمركز أبحاث الطاقة والبناء في معهد الكويت للأبحاث العلمية د.أسامة الصايغ ومدير برنامج استدامة واعتمادية البنية التحتية في معهد الكويت للأبحاث العلمية د.شيخة السند وفريق عمل المشروع في معهد الكويت للأبحاث العلمية.

وأكدت مدير عام الهيئة العامة للطرق والنقل البري م.سهى أشكناني في تصريح لـ «الأنباء» أن تركيب نظام ذكي للاستشعار عن بعد لمراقبة وتحليل الوضع الإنشائي للجسور هو حدث مميز على مستوى الكويت ومنطقة الشرق الأوسط، مشيرة الى ان هذا النظام تم تجريبه من قبل معهد الكويت للأبحاث العلمية.

وأوضحت ان هذا النظام عبارة عن سينسرات مربوطة في غرف تحكم لدى معهد الكويت للأبحاث وسوف يتم ربطه مع هيئة الطرق بحيث تكون هناك نتائج وبيانات دقيقة ودورية تقيس الوضع الإنشائي نتيجة تأثر هذه الجسور بالأحمال والأوزان من المركبات والشاحنات أثناء مرورها على الجسور قيد الإنشاء وقد تم تجربته في أحد المشاريع التنموية في الدولة وهو مشروع تطوير شارع القاهرة.

وأضافت ان تركيب هذا النظام هو جزء من خطط الدولة لتطوير شبكة الطرق والبحث عن بنية تحتية متكاملة مستدامة متطورة منها مشروع تطوير شارع القاهرة، فتم اختيار هذا المكان أو المشروع لنرى النتائج الملموسة من تركيب هذا النظام الذي سوف يطبق على كل الجسور التي يتم تنفيذها حاليا في الكويت.

وأشارت إلى ان هذا النظام تم تجربته من قبل معهد الأبحاث على برج الحمراء، وذلك لمراقبة البرج من أي اهتزازات أو أحمال أو أضرار إنشائية «لا قدر الله» فيكون هناك إنذار مسبق يساعد على سرعة التحرك وعمل الإصلاحات المطلوبة في أي مكان.

وعن فائدة هذا النظام والهدف من تركيبه، قالت أشكناني ان فائدته تكمن في إعطاء العمر الافتراضي المسموح لهذا الجسر ويعمل على التنبيه لأعمال الصيانة الدورية المطلوبة له مما يساعد على تقليل التكلفة المطلوبة لصيانة الجسر، وذلك من الإيجابيات التي نبحث عنها حفاظا على المال العام وتوفير التكلفة لصيانة مثل هذه المشاريع التنموية.معهد الأبحاث

من جانبها، قالت مدير عام معهد الكويت للأبحاث العلمية د.سميرة السيد عمر، ان المشروع يهدف الى تطبيق السلامة الإنشائية للبنى التحتية والمرافق ومنها الجسر المذكور، من خلال دراسة مدى تأثير الأحمال المرورية على تلك المنشآت، مشيرة الى انه يعد من البحوث التطبيقية الرائدة والأولى من نوعها في الكويت والمساندة لمشاريع القطاعات الحكومية المتعلقة بتطوير مشاريع البنية التحتية، ويتمثل في ترسيخ مفهوم المنشآت الذكية في مراقبة أدائها الهيكلي في الأوقات الفعلية خلال الحركة المرورية العادية والعرضية غير المتوقعة، وان هذا المشروع هو عمل بحثي مشترك بين معهد الكويت للأبحاث العلمية والهيئة العامة للطرق والنقل البري.

وأضافت ان المشروع هو أحد نشاطات الخطة الاستراتيجية التاسعة 2020-2025 للمعهد، والتي وضعت لدعم الخطة التنموية المستدامة للبلاد لتحقيق كويت جديدة 2035، وأن المعهد ملتزم بدعم تنفيذ خطة التنمية الوطنية، من خلال تقديم حلول علمية وهندسية وتطوير تقنيات وأنظمة عملية لغالبية قطاعات الدولة الحيوية ومنها البنى التحتية.

سفيرة فرنسا

من جانبها، قالت سفيرة الجمهورية الفرنسية لدى البلاد، آن كلير ليجيندر: هذا مشروع غير مسبوق في منطقة الخليج والشرق الأوسط، وستتيح التكنولوجيا التي طورتها شركة OSMOS الفرنسية، فرصا لتزويد البنى التحتية الكويتية بتقنيات ذكية مع تعزيز سلامة وصيانة وأداء أفضل.

وأضافت أنه بعد توقيع مذكرة تفاهم مع معهد الكويت للأبحاث العلمية، قامت شركة OSMOS بتمويل توفير أجهزة الاستشعار ونظام تحليل البيانات التي تم تركيبها على هذا الجسر وستمكن البيانات معهد الأبحاث وهيئة الطرق من تحسين الصيانة ومراقبة حالة البنية التحتية وحركة المرور وتقليل المخاطر، معربة عن أملها في أن يؤدي هذا المشروع الأول من نوعه إلى مزيد من التطوير لصالح البنى التحتية الأخرى في الكويت.

وزادت قائلة: إن هذا المشروع يشهد على مساهمة الشركات الفرنسية مثل شركة OSMOS في خطة التنمية الوطنية للكويت ورؤية 2035، وتتمتع فرنسا بخبرة كبيرة في مجال البنية التحتية، ولاسيما النقل، كما أن نظامها البيئي التكنولوجي هو من بين الأنظمة الأكثر ديناميكية في العالم، ويسعدنا المساهمة في المشاريع المستقبلية لوزارة الأشغال العامة في هذا المجال.

نتائج ملموسة

من جانبه، أفاد عضو المجلس البلدي د.حسن كمال بأن النتائج الملموسة لهذا المشروع ستشجع أصحاب القرار والمختصين على الاعتناء بالبنية التحتية خاصة الجسور والمباني المميزة في الدولة، معربا عن أمله بأن يتم تعميم هذا النظام في باقي الجسور في الكويت.

وأضاف كمال ان البنية التحتية في الكويت تحتاج الى مراقبة مستمرة للحفاظ على العمر الافتراضي للجسور وتقليل الكلفة الدورية للمبنى او الجسر.

الطاقة والبناء

بدوره، أفاد المدير التنفيذي لمركز أبحاث الطاقة والبناء في معهد الكويت للأبحاث العلمية د.أسامة الصايغ، أن المشروع هو الخطوة الأولى والضرورية نحو المدن الذكية المستدامة، والتي تستخدم تكنولوجيا المعلومــــات والاتصالات والوسائل الأخرى لتحسين كفاءة التشغيل والصيانة والخدمات ذات العلاقة مع ضمان تلبية احتياجات الجوانب الاقتصادية والبيئية.

مراقبة السلامة

من جهة أخرى، تحدثت مدير برنامج استدامة واعتمادية البنية التحتية في معهد الكويت للأبحاث العلمية د.شيخة السند، عن أهمية تطبيق آلية تقنية مراقبة السلامة الإنشائية للجسور والطرق والتي تساهم بمراقبة الأداء الهيكلي بشكل استباقي في ظل التغيرات التشغيلية والبيئية، وإطالة العمر المتبقي للجسور والطرق عن طريق تقليل الأعطال كنتيجة للاكتشافات المبكرة، بالإضافة إلى تقليل تكاليف الصيانة، موضحة أنه يمكن تطبيق التقنية المذكورة في الموقع ومواقع أخرى لمراقبة أداء وسلامة المنشآت على مدار الساعة.

أحدث التقنيات

وبدوره، أكد مدير المشروع د.جعفر علي بارول، أن في هذا المشروع قد تم إنشاء نموذج أولي لتكنولوجيا رقابة السلامة الإنشائية للجسور في الكويت، والتي يمكن الآن توسيع نطاقها إلى الجسور والبنى التحتية الأخرى في الكويت، مبينا أن هذه التقنية أس أتش أم (SHM) تعد هي أحدث التقنيات التي يتم تطبيقها في جسور الكويت للمرة الأولى، حيث يمكن استخدام هذا النظام لتحديد السلامة الإنشائية الهيكلية للجسر مباشرة بعد الزلزال أو أي أحمال عرضية، وأضاف أنه قد تم من خلال هذا المشروع تطوير تقنية لقياس أوزان الشاحنات في الوقت الفعلي، والتي من شأنها أن تساهم وتساعد في تحديد الشاحنات ذات الأوزان الزائدة، موضحا إمكانية استغلال معلومات أوزان المركبات الدقيقة لتطوير تصاميم الطرق والجسور والخلطــــات الإسفلتية.

المصدر: الأنباء الكويتية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق