أخباراخر الاخبار
طلبتنا في فرنسا : «نحن بخير» ونتخذ كل الاحتياطات لمنع عدوى «كورونا»
آلاء خليفة
بعد انتهاء رحلات إجلاء المواطنين الكويتيين من مختلف دول العالم، فضّل عدد من الطلبة الكويتيين الدارسين في الجمهورية الفرنسية البقاء في مقار ابتعاثهم ومتابعة دراستهم وتأجيل قرار العودة إلى الكويت لحين الانتهاء من الاختبارات النهائية.
وقد التقت «الأنباء» عددا من هؤلاء الطلبة واستمعنا إلى آرائهم حول عدم عودتهم إلى الكويت وسبب بقائهم في فرنسا وتعرفنا منهم على طبيعة حياتهم اليومية في ظل تداعيات أزمة فيروس كورونا المستجد واستمعنا الى قصصهم بالغربة وإليكم التفاصيل: في البداية، أوضح إسماعيل حبيب جاسم، أستاذ مساعد في جامعة ستراسبورغ الفرنسية وطالب دكتوراه في جامعة ليون 2 الفرنسية، انه متواجد في فرنسا منذ نهاية عام ٢٠٠٧، حيث أتم سنوات تعلم اللغة وكذلك حصل على شهادة البكالوريوس في اللغات الأجنبية التطبيقية والماجستير في الدراسات شرق أوسطية، وحاليا في طور إعداد رسالة الدكتوراه كما انه حصل على بكالوريوس آخر في الدراسات الفارسية ودبلوم جامعي في الدراسات العبرية.
وحول الأسباب التي جعلته لا يعود الى الكويت ضمن رحلات الإجلاء الأخيرة، قال جاسم: يمكنني القول ان فرنسا تمثل لي بلدي الثاني، حيث قضيت فيها سنوات المراهقة والشباب (متواجد فيها منذ ١٢ عاما تقريبا).
لذلك لا أشعر بما يسميه البعض بـ «الغربة» بل أنا في بلدي هنا ايضا وأشعر بالارتياح أكثر من أي مكان آخر، خصوصا انني هنا لدي أصدقاء وعلاقات اجتماعية أكثر جدا مما هو الحال في الكويت، مضيفا: كذلك كوني باحثا وأستاذا مساعدا سيكون من الصعب علي إكمال بحوثي وإعطاء الدروس عن بعد في حال تواجدي في الكويت، حيث إن كل ما يلزمني من مصادر وكتب وعلاقات لإتمام هذين الواجبين متواجد في مقر إقامتي في الجمهورية الفرنسية.
بدوره، ذكر الطالب علي أشكناني – طالب دراسات عليا في جامعة السوربون ـ باريس ونائب رئيس الاتحاد الوطني لطلبة الكويت فرع فرنسا والدول المجاورة: ان في بداية الأزمة التي يشهدها العالم كانت الأوضاع صعبة في الجمهورية الفرنسية وتحمل صعوبة فائقة على جميع الأصعدة بعد إعلان الدولة الحظر الكلي وخصوصا من الناحية العلمية والغذائية، أي أننا لم نعرف مصيرنا الدراسي في الجامعة فهل سيتم الاعتماد على نظام «التعليم عن بعد» أم لا، ومن الناحية الغذائية كانت الأسواق تزدحم وكان من الصعب جدا إيجاد المستلزمات الأساسية في البداية.
وأضاف أشكناني قائلا: ولكن بعد مرور أسبوعين تقريبا منذ أن بدأت الأزمة بدأت الأمور تهدأ قليلا وأصبحت بعض من المنتجات الغذائية الأساسية تتوافر في الأسواق وقل هلع الناس وخوفهم كما أن الدراسة أصبحت عن طريق الأونلاين.
وأوضح أشكناني انه فيما يخص الدراسة عن طريق الأونلاين، يتم إرسال جميع البحوث العلمية للجامعة عن طريق البريد الإلكتروني ولكن بعض الأساتذة لم تحدد مصير الامتحانات النهائية الى الآن لانها غالبا تكون في نهاية شهر مايو أي قد تكون هناك فرصة للعودة، والبعض الآخر يرسل الاختبار عن طريق البريد الالكتروني حيث يكون الاختبار بمدة زمنية محددة على سبيل المثال من ساعتين الى ٣ ساعات كعدد ساعات المحاضرة في الجامعة.
وتابع أشكناني قائلا: أما فيما يخص الأوضاع في الجمهورية الفرنسية فحاليا جيدة ومطمئنة، وتم تطبيق الحظر الشامل منذ شهرين تقريبا ولا يسمح للخروج إلا بتعبئة تصريح خروج لحالات الضرورة القصوى، لافتا الى ان الحظر الكلي انتهى.
وأفاد أشكناني بأن من الأسباب التي منعته من العودة الى الكويت ضمن رحلات الإجلاء الأخيرة هي البحوث التي يجب تسليمها في الأشهر المقبلة ويستلزم عليه مناقشة بعضها مع الأساتذة في الجامعة كونه طالبا في الدراسات العليا.
وأوضح اشكناني ان النظام الدراسي في فرنسا هو نظام السنوات ولا يوجد فصل صيفي، وبالتالي فلم يؤثر عليهم قرار وزارة التعليم العالي في الكويت بتقليص عدد الوحدات التي سيأخذها الطلبة في الفصل
الصيفي سواء المستمرين او الخريجين.
أما الطالبة نسيمة هشام النمر والتي تسكن في منطقة «مونبلييه» بفرنسا وتدرس في جامعة «بول فاليري مونبلييه 3»، فقد أوضحت ان عدد المصابين والوفيات بسبب فيروس كورونا في ازدياد بالنسبة لفرنسا، ولكن في المنطقة التي تسكن بها لا توجد إصابات كثيرة.
وأكدت النمر انها تأخذ كل الاحتياطات اللازمة للوقاية من الإصابة بفيروس كورونا وحريصة على ارتداء القفازات والكمامات واستخدام المعقمات، موجهة جزيل الشكر والتقدير للجهود التي قام بها الاتحاد الوطني لطلبة الكويت فرع فرنسا على وقوفهم بجانب الطلبة.
وذكرت النمر ان ما تقوم به الكويت وكوادرها الطبية أفضل بكثير مما يقدم في فرنسا، ولكنها ترى انه ليس هناك حاجة لعودتها الى الكويت في الفترة الحالية، موضحة انها تسكن في مدينة أخرى غير باريس ورحلات الإجلاء للكويتيين خرجت من باريس ومن أجل ان تذهب الى باريس كانت ستضطر لركوب القطار ولكنها تخوفت من الاختلاط في القطارات، وبالتالي فضلت البقاء في مدينتها وأخذ كافة الاحتياطات اللازمة، وأوضحت النمر ان الاختبارات كذلك على الأبواب بما جعلها تفضل البقاء في فرنسا.
ومن ناحيته، ذكر الطالب عبدالعزيز الفضلي، طالب في جامعة ستراسبورغ ـ تخصص حقوق، وأمين سر الاتحاد الوطني لطلبة الكويت فرع فرنسا والدول المجاورة، ان فرنسا اتخذت قرارا بالحظر الكلي منذ شهرين وهناك إغلاق لجميع المحلات والاكتفاء بفتح الجمعيات والأسواق المركزية لساعات محددة حتى يمكن الناس من شراء مستلزماتهم اليومية.
وأفاد الفضلي بأنه لا توجد دراسة من خلال الأونلاين لتخصص الحقوق بجامعة ستراسبورغ التي يدرس بها ولكن يتم إرسال بعض المحاضرات حاليا فقط عن طريق البريد الإلكتروني.
وفيما يخص الاختبارات، أوضح الفضلي انه حتى هذه اللحظة لم تجب الجامعة على آلية الاختبار المزعم عملها، لافتا الى ان هذا هو سبب عدم عودته الى الكويت مع رحلات الإجلاء الأخيرة كونه فضل البقاء في فرنسا لحين إجراء الاختبارات.
ومن ناحيتها، قالت الطالبة جنى الملا والتي تدرس في جامعة السوربون: باعتباري مقيمة في فرنسا منذ 7 سنوات للدراسة، وفي ظل أزمة فيروس كورونا التي شلت الحركة في جميع دول العالم على كل الأصعدة، وعلى الرغم من اتخاذ حكومتنا بتوصية من أميرنا الغالي بجميع التدابير الخاصة بنقل كل الكويتيين الموجودين بالخارج وإعادتهم الى الوطن، تمنيت بكل شوق العودة الى أرض الوطن خصوصا خلال شهر رمضان المبارك ولكن تعذر علي للأسف الشديد الرجوع إلى أرض الوطن، واضطررت الى البقاء في فرنسا لاستكمال ما تبقى لي من الدراسة ومتابعة التزاماتي رغم الغربة والحنين الى الكويت وظروف الأزمة.
وأكدت الملا انها تتخذ كل الاحتياطات الضرورية الكفيلة بالحد من انتقال العدوى، موضحة انها تلتزم بالتعليمات الخاصة بالتباعد واستخدام المعقمات وارتداء الكمامات والقفازات «والله خير الحافظين».