أخبارمقالات وبحوث
«كورونا» وغذاء العقول
الكاتب: المحامي د.فهد مرزوق العنزي
مع ظهور هذا الوباء “كورونا” المستجد “كوفيد-19” الذي خربط حياتنا بالكامل، وفرض علينا الإقامة شبة الجبرية في المنزل والحظر الجزئي في ممارسة حرية التنقل.
الوقت المتاح طويلاً، والناس في حيرة حول كيفية استثماره، لاسيما أن فترة المكوث في المنزل احيانا تولد الطاقة السلبية، وخاصة ممن كان متعودا على الحركة والزيارات، وبالتالي لا يمكن مقاومة الحجر الصحي باليأس والقلق، أو بحساب عدد المصابين كل يوم عبر الشاشات وشريط الأخبار، ووسائل التواصل الاجتماعي، وأحسن طريقة لمواجهة هذا الفيروس هو خلق صداقة.
قالها المتنبي رحمه الله: أَعَزُّ مَكَانٍ في الدُّنَى سَرْجُ سَابِحٍ… وَخَيْرُ جَلِيْسٍ في الزَّمانِ كِتابُ
ويصدق هذا القول بحق خاصَّةً هذه الايام التي نعيشها، التي سُلبت فيها حرِّيتنا في التنقل والتجوال والمسايير والتعاليل ان صحت لغويا.
أصبحنا متعودين على هذا الوضع، وجعلنا نعود للقراءة وإعادة ترتيب المكتبة المنزلية بجميع فروعها أدب، تاريخ، قانون، اجتماع، وشريعة،.. إلخ
يقول الكاتب والروائي “توماس مان” على لسان أحد شخوصه في رواية “موت في البندقية”، إن الصمود للقدر وملاقاة الشدائد بالابتسام، شيء يعلو على معنى النصر.. إنه ردة فعل للعدوان ونصر ايجابي”،
وبالتالي تركزت رحلة البحث على الكتب التي تبعث البهجة، والمتعة، والفكاهة، ووضعنا الكتب المعقدة على جانب.
قولا واحدا تلك الخيارات نابعة من حالة القلق والهواجس، ومصافحة الكتاب تجعلك بحق تبتسم والشعور بالأمل، كما أنها تؤمن لك السفر الصوري الى بلدان اخرى.
تترك القراءة أثرا طيبا في النفوس؛ وهي تعتبر بحق غذاء للعقول وراحة للقلب؛ وتسلية مفيدة ورياضة فكرية لا مثيل لها في هذه الايام، كما انها تفتح لنا نوافذ العالم لنطل منها.
(الكويتية)