أخبار
وقوف الشاحنات والتناكر في الساحات.. ازدحام مروري وتكسير للأرصفة والطرقات
هناك الكثير من الساحات الترابية غير المستغلة في معظم مناطق الكويت، إلا أن بعضها تحول إلى مواقف للشاحنات والتناكر على اختلاف أنواعها، والتي احتلت الساحات الكبيرة والصغيرة منها في المناطق السكنية وبدأت تلك المشكلة تتفاقم يوما بعد يوم وأخذت بالازدياد من دون رقابة حقيقية من الجهات المختصة.
زارنا منطقتي الفحيحيل والمنقف وتجولت في بعض الساحات الواقعة داخل السكن الخاص، والتي كانت سابقا تحوي ملاعب كرة قدم وساحات ترابية نظيفة يقوم فيها بعض المواطنين بإقامة الأعراس والمناسبات، إلا أنه تم احتلالها من اصحاب الشاحنات وتحولت إلى مواقف غير نظامية، وللوقوف على ما تسببه هذه الشاحنات من أضرار وآثار سلبية التقينا عددا من المواطنين الذين أبدوا استغرابهم من استمرار انتشار هذه الظاهرة رغم ما تقوم به الجهات المعنية من جهود وتحقيق للمخالفات، كما أشاروا إلى ضرورة ايجاد بدائل وأماكن مخصصة لأصحاب الشاحنات ليضعوا شاحناتهم فيها من دون أن تسبب إزعاجا للناس خصوصا في المناطق السكنية، وفيما يلي التفاصيل:
المواطن ناصر العجمي كان اول من التقينا بهم، حيث قال: ان هذه المشكلة لو أردنا الانتهاء منها لانتهينا من زمن بعيد، ونقول ان اضرارها كثيرة وفي مقدمتها تكسير الارصفة، وخلق ازمة ازدحام داخل المناطق السكنية أثناء الدخول والخروج منها، والثالثة أن هذه الساحات اصبحت شبه كراجات متنقلة يقومون بأعمال الإصلاح والصيانة ويقومون برمي النفايات في نفس المكان من زيوت واطارات، ورابعا أنها تشوه المنظر العام لتلك الساحات التي كانت تعتبر متنفسا للبعض وممارسة بعض الرياضات كالجري ولعب الكرة.
وبسؤال المواطنة ابتسام الحربي أوضحت ان شكل هذه الساحات أصبح مريبا ومخيفا، خصوصا لمن يزاولون رياضة المشي بالقرب من هذه الساحات، واصبح المكان يضم تجمعات للعمالة الآسيوية السائبة ومرتعا للكلاب الضالة تحت هذه الشاحنات وحولها، وهذا الأمر يسبب الكثير من الإزعاج للناس.
اما المواطن خالد الدوسري فقال: ان منزله مقابل لإحدى هذه الساحات، وانها تسبب إزعاجا كبيرا بسبب اصوات تشغيل الشاحنات وابواقها إضافة إلى روائح «الديزل» والمفروض على الدولة ممثلة بالبلدية والجهات المعنية الاخرى ان تحدد لها اماكن بعيدا عن المناطق السكنية، وأن تكون مسورة ولها باب دخول وخروج والاستفادة من هذه الاماكن بأخذ رسوم رمزية أو اشتراكات سنوية من اصحاب هذه الشاحنات، لأنه يجب أن تكون لديهم البدائل أيضا، فأين يذهبون بسياراتهم، لذلك يجب تنظيم وقوف هذه الشاحنات بأماكن مخصصة لها.
والتقت «الأنباء» أيضا مع المواطن ابراهيم المانع فتحدث قائلا: ان هذه الشاحنات والتناكر تسببت بالكثير من الأضرار من تكسير للشوارع والأرصفة وإحداث الازدحام والفوضى في المنطقة.
واضاف المانع: ان بعض هذه الشاحنات لها سنوات متعطلة ومتوقفة في هذه الساحات، ولم يتم نقلها من مكانها ولا بد من إيجاد حلول عملية وواقعية بإيجاد أماكن مخصصة لها بعيدا عن المناطق السكنية.
بدوره، قال المواطن راشد الراشد: ان المكان البديل لهذه الشاحنات موجود ومخصص منذ سنوات في منطقة «ميناء عبدالله»، ولكن نظرا لأن سكن سائقي هذه الشاحنات يكون في هذه المناطق فهم يقومون بتوقيفها في هذه الساحات لتوفير مصروفات نقلهم منها واليها ولتخفيف نفقة المحروقات للشاحنات، اما الاضرار الناتجة بسببهم فهذا أمر لا يعنيهم ولابد ان تكون هناك رقابة على اي شاحنة تدخل المنطقه بأخذ اجراء على سائقها او حجزها من قبل وزارة الداخلية، وبعدها لن تجد احدا منهم يتجرأ على كسر القانون وتشوية هذه المناطق بالشاحنات.
وزاد الراشد: لو استمر هذا التراخي مع اصحاب الشاحنات فلن تجد اي مكان فارغ الا واستغلوه بإيقاف شاحناتهم فيه.
اما المواطنان محمد العازمي وسعود العجمي فقالا: ان هذه الشاحنات كبيرة جدا وسائقوها من الجنسيات العربية والآسيوية والبعض منهم يعتبر هذه الشاحنة سكنا في الليل وعملا له بالنهار، ويقومون بتحضير الأكل في نفس المكان، وآخر هذه المشاكل كان احتراق باص كبير قبل اسابيع مما ادى الى تصاعد الدخان فوق سكن العائلات، ولولا سرعة المطافي بالتعامل معه وإخماد الحريق لحدث مالا تحمد عقباه.
وبسؤال أبو محمد أحد سائقي الشاحنات التابعة لإحدى الشركات أكد أنهم لا يرغبون بإيقاف سياراتهم في الساحات الترابية، غير أن عدم وجدود مكان مخصص لهم ولأن المشاريع التي يعملون فيها عادة تكون بعيدة عن أماكن سكنهم إضافة إلى أن توقيت خروجهم ودخولهم للمناطق يكون في الصباح الباكر وقبل الازدحام، وهذه الساحة قريبة من سكنه.
وأكد أبو محمد أن إيقاف الشاحنة في مكان بعيد يتطلب توفير وسيلة نقل أخرى للوصول إليها، كما أنه لا يوجد مكان مخصص وفيه حراسة ونحن مسؤولون عن الشاحنة وكل ما قد يحدث لها وبالتالي نجد الساحات القريبة من سكننا مناسبة لكي نطمئن عليها خوفا من السرقة أو الإتلاف، كما أننا نحافظ على المكان قدر الإمكان.
كذلك قال السائق مجيب وهو من الجنسية الهندية، ويقود باصا كبيرا إنه يعمل من الصباح الباكر ويعود متأخرا حيث يقوم بنقل العمال من إحدى العمارات السكنية المجاورة للساحة إلى أماكن عملهم ثم يعيدهم في المساء وبشكل يومي، وكيف له أن يوقف الباص في مكان بعيد وكيف سيحضر إليه، مؤكدا أنه ملتزم بقوانين المرور ويدخل الساحة من المكان المخصص ولا يصعد على الرصيف، وأن أعمال الصيانة تتم في ورشة الميكانيك بشكل دائم.
وبعد سماع شكاوى المواطنين تم الاتصال على مدير امن الاحمدي اللواء صالح مطر العنزي وتم ابلاغه بتلك الشكاوى عبر «الأنباء»، فأكد أنه يتم شن حملات شبه يومية على هذه الشاحنات وأماكن تواجدها، وخلال هذا الشهر تم مخالفة اكثر من مائة شاحنة بمخالفات متعددة منها الصعود على الارصفة، وممنوع الوقوف، واتلاف املاك الدولة.
وبخصوص الشاحنات المهملة منذ سنوات أكد اللواء العنزي أنه يتم التنسيق مع البلدية لسحب هذه الشاحنات من تلك المناطق الى مكان حجز المركبات في البلدية وسنقوم بتكثيف الحملات يوما بعد يوم حتى تنتهي هذه الظاهرة.
من أجواء الجولة
٭ وجدنا اطارات كثيرة نصفها مدفون تحت الأرض.
٭ وجود مكائن وآلات كبيرة تخص مركبات مهجورة.
٭ آثار تكسير على الأرصفة والشوارع بدت ظاهرة للعيان.
٭ أحد الباصات بعد تعرضه للحريق.
٭ الكثير من النفايات المختلفة.
٭ مطالبة الجميع بإيجاد البدائل ليتمكن السائقون وأصحاب الشاحنات من إيقاف سياراتهم فيها بأمان.
المصدر: الأنباء الكويتية